بال ثينك ومبادرة شغف تعقدان جلسة نقاش حول رواية “نيلسون مانديلا” في بيت الغصين الأثري في مدينة غزة

  • 1447

نظّمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، ضمن أنشطة وفعاليات مشروع أكاديمية بال ثينك للديمقراطية وحقوق الإنسان، بالشراكة مع مبادرة شغف جلسة حوارية لمناقشة رواية نيلسون مانديلا للكاتب “لويس هيلفاند” التي تستعرض أبرز مراحل حياة مانديلا.

وأدار الجلسة، التي حضرها عدد من الشباب الشغوفين بالقراءة والثقافة، مدير مبادرة شغف “يسري الغول”، والذي رحب بالحضور وأكد على أهمية تنفيذ مثل هذه اللقاءات التي تساهم في اطلاع الشباب على تجارب الدول الأخرى للاستفادة منها على مستوى الساحة الفلسطينية.

وقال الغول في حديثه الافتتاحي “نستعرض اليوم حياة أيقونة عالمية ساهمت في إحداث تغييرات جوهرية ألهمت جميع المفكرين والباحثين الذين عملوا على نشر هذه التجربة وتعميمها من أجل نقلها والاستفادة منها”.

بدوره، شكر مدير بال ثينك “عمر شعبان” الحضور، وأكد أن مؤسسته تعمل بشكل مستمر على استلهام التجارب الدولية التي كان لها دور بارز في نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والعدل.

وأشار أن بال ثينك، ومن خلال ملتقى الديمقراطية والحوار الشبابي المنبثق عن مشروع أكاديمية بال ثينك للديمقراطية وحقوق الإنسان، تقوم بسلسلة من الأنشطة والفعاليات بهدف تنمية وتطوير مهارات ومعارف الشباب في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، من ضمنها جلسات نقاش شهرية وجلسات مراجعة كتب وأفلام ذات علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وإعداد أوراق ودراسات بحثية تتناول واقع الديمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة الأخرى.

وأضاف أن المتحدثتين اليوم هما من ضمن المتدربات في ملتقى الديمقراطية والحوار الشباب، وهذا يعكس توجه بال ثينك في إتاحة الفرصة لدى الشباب من كلا الجنسين لنقل المهارات والمعارف التي يكتسبونها إلى أقرانهم من خلال البرامج التدريبية المختلفة التي تنفذها بال ثينك.

واستعرضت كلاً من الشابتين “أسيل زين الدين” و”آية خفاجة”، وهما عضوتان في ملتقى الديمقراطية والحوار الشبابي”، الرواية المصوّرة، وأوضحتا أن نيلسون مانديلا نشأ في ظروف عائلية أُجبر فيها على الاعتماد على نفسه ومساعدة أمه في شؤون المنزل، ثم انتقل بعد وفاة أبيه إلى قرية أخرى، حيث تبناه زعيمها وأشرف على تعلميه، ليكون من قلائل السود الذين حصلوا على التعليم.

وقالت الشابتان إن مانديلا كبر ليكون شابًا متحمسًا بفعل خطابات زعماء القبائل والرؤساء، حيث كان يحضر اجتماعاتهم ويحب أفكارهم المناهضة للتمييز العنصري الذي مارسه البيض المحتلون ضد الأفارقة الأصليين، فبدأ بدراسة الحقوق واللغة الإنجليزية في أفضل جامعات إفريقيا، وتعلم الكثير من المهارات بالإضافة إلى تكوين عدة صداقات مع أشخاص شاركوه الفكر المناهض للظلم والعنصرية.

ولفتتا أنه بعد ذلك أسس مع بعض رفقائه رابطة شباب المؤتمر الوطني الإفريقي المناهض لسياسية الفصل العنصري التي كان يمارسها الحزب الوطني آنذاك، فتعرض بسبب نشاطه للسجن عدة مرات بتهم ملفقة وغير حقيقية بهدف الحد من نشاطه وتقييده.

وقالتا إنه أسس جمعية للكفاح المسلح وبدأ بحشد الدعم والتأييد العالميين لقضيته ردًا على عنف الحكومة ضد السكان الأصليين، وعمل على توفير تدريب عسكري ومسلح ليكوّن جبهة مقاومة قادرة على الوقوف في وجه الظلم والتمييز في جنوب إفريقيا إلى أن قُبض عليه وسُجن مدة ما يزيد عن عشرين عامًا، قضاها في العمل على ترسيخ مفاهيم الديمقراطية ونبذ التمييز، حتى في أبسط تصرفاته داخل السجن.

وأشارتا أنه في ذلك الوقت برزت مطالبات محلية ودولية بالإفراج عن مانيلا، إلى أن بدأ رئيس البلاد الأسبق فريديريك ويليم دي كليرك بالتفاوض معه داخل السجن، إلا أن مانديلا أصر على جملته الشهيرة “التفاوض لا يكون إلا مع الرجال الأحرار”، فأُخرج مانديلا من السجن، وشهدت جنوب إفريقيا بعد المفاوضات أول انتخابات ديمقراطية يتساوى فيها الأبيض والأسود في مكان واحد وكلٌ له صوته وحقه في الانتخاب والاختيار.

وأصبح نيلسون مانديلا بعدها أول رئيس أسود للبلاد، وحافظ على المجتمع الجنوب إفريقي من التفكك، وبذلك استحق جائزة نوبل للسلام عام 1993.

واختُتم اللقاء بمجموعة من المداخلات والأسئلة، حيث أكد الحضور على أنه لا بد من استلهام التجارب الدولية مثل تجربة مانديلا للاستفادة منها محليًا خاصة في ظل الظروف الفلسطينية الراهنة.