بال ثينك التجربة التي غيرت حياتي أمير حسنين

  • 1932

أمير حسنين – التجربة التي غيرت حياتي
وددت مشاركتكم تجربتي في التعليم والعمل المجتمعي، وكيف أثرت في تغيير حياتي، وطورت مهاراتي، حيث بدأت كشاب فلسطيني بعد تخرجي من الثانوية العامة من مدينتي الريفية (المصبح- رفح) وذهبت إلى الجامعة لأدرس التخصص الذي احب قانون باللغة الإنجليزية. بدأ شغفي للقانون بعد ان خضت غمار تجربة تعلم اللغة الإنجليزية، حيث كنت مهتم جداً في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من قوانين. وفي يوم وأنا اتصفح الإنترنت وجدت اعلاناً لبرنامج تدريبي في (بال ثينك للدراسات الاستراتيجية)، والذي يتمحور حول نشر مفاهيم الديمقراطية، ادركت حينها أهمية المشاركة في البرامج، وقمت بتعبئة الطلب، ولم أتوقع حقًا ان يتم قبولي نظراً لصغر سني.

لكن بعد بضعة أيام، تواصلت بال ثينك معي لإبلاغي بأنه تم اختياري للمشاركة في البرنامج. سعدت بالقبول خاصة أنني كنت أعرف أنه تم تقديم أكثر من 300 طلب، مما يدل على مدى حرص الشباب الفلسطيني على المشاركة في مجالات الديمقراطية والتطوير الذاتي والعمل من أجل إصلاح ديمقراطي حقيقي، لذلك قررت اغتنام هذه الفرصة.

أتذكر أول يوم لي في البرنامج التدريبي، حيث كنت أصغرهم سناً، والأقل خبرة ومعرفة. كانت نقطة فارقة في حياتي المجتمعية، ففي نهاية الدورة التدريبية،  طلب منا إجراء جلسات توعية لتثقيف مجتمعنا نفذت اثنين منها، اكتسبت كم كبيراً من المعرفة كبيرة والمهارات كالتحدث أمام الجمهور والكتابة الإبداعية ومهارات المناظرة.

لكن هذه ليست النهاية، عندما اكتشفت بال ثينك أنني أجيد اللغة الإنجليزية، دعوني للمشاركة في ثلاث ورشات عمل مع دبلوماسيين دوليين.

أول لقاء شاركت فيه على الإطلاق كان مع السفير البلجيكي الذي تحدثت معه مباشرة ونقلت الرواية الفلسطينية بطريقة دبلوماسية مهذبة. اما اللقاء الثاني تم عقده مع السفير الألماني السيد أوليفر، الذي بدوره بحث عن حلول لتخفيف معاناة الفلسطينيين، وقمت حينها أنا وأصدقائي باقتراح وسائل واقعية من أجل تطوير الوضع الفلسطيني الهش.

وفي الوقت نفسه، رشحني السيد عمر شعبان، مدير بال ثينك، للمشاركة في اجتماع مع أكثر من 10 أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي من جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبصفتي شاب من غزة أوصلت تفاصيل الحياة على ارض الواقع وبصفتي ممثلا للشباب الغزي شددت على الاحتياجات الأساسية لسكان غزة: “الحق في التنقل والحق في تقرير المصير “كل هذه الفرص جعلتني شخصا مختلفا تماما: شخص أكثر ثقة وأكثر تفاعلا مع المجتمع وشابا فلسطيني لديه رسالة ما ليوصلها”.

كل تلك التدريبات والمهارات، ساعدتني بأن أتقدم إلى منحة دراسية للتبادل الثقافي  تسمى “Global UGRAD” وهو برنامج مخصص للطلاب القادة، يقضون فيه فصل دراسي في إحدى الجامعات الأمريكية كما وتشمل المنحة دورات مكثفة في تنمية المجتمع، والتشبيك مع المجتمع الدولي وإثراء المعرفة الثقافية.