بال ثينك تقعد ورشة لمناقشة كتاب “خرافة التقدم والتخلف”

  • 438

استمرارًا لجهودها في رفع وعي الشباب بالقضايا الفكرية المعاصرة، عقدت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ورشة لمناقشة كتاب “خرافة التقدم والتخلف” للمفكر جلال أمين، وذلك ضمن أنشطة وفعاليات مشروع “أكاديمية بال ثينك للديمقراطية وحقوق الإنسان،” الذي تنفذه بال ثينك بالتعاون مع معهد العلاقات الخارجية الألماني.

وافتتح اللقاء الذي حضره ما يزيد عن 55 مشاركًا، الباحث في العلوم السياسة والسياسات العامة في بال ثينك، يحيى قاعود، حيث رحب بالحضور، وقال إن مؤسسته تستمر في تنفيذ نشاطاتها التوعوية إيمانًا منها بأهمية دعم الشباب وتعزيز دورهم المجتمعي.

وأشار أن ملتقى الديمقراطية والحوار الشبابي هو جزء أصيل من مشروع أكاديمية بال ثينك، مشيرًا إلى أهمية القراءة في تنمية الفكر عند الشباب.

من جانبه قال مدير بال ثينك عمر شعبان إن جلال فلسوف مصري معروف جدًا وله عشرات الكتب والمؤلفات ونظريات في التنمية.

وأشار إلى عمل بال ثينك مع جميع أطياف وشرائح المجتمع الفلسطيني، لافتًا إلى نشاطاتها الهادفة لرفع وعي الشباب من خلال مناقشات الكتب ومراجعات أفلام، لأن الديمقراطية لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رفع الوعي.

وأدارت الجلسة عضوة الأكاديمية “مي الصوص،” حيث بدأت بالتعريف بالكاتب المصري وقالت إنه له العديد من المؤلفات المهمة، ولكن كتاب “خرافة التقدم والتخلف” يعتبر أهمها لأنه يقدم قراءة عميقة للمجتمع من جانبين متقدمين وهما التقدم والتخلف.

وقدم عضوا الأكاديمية “أشرف سكر” و”أسامة نعيم” مختصرًا للكتاب، حيث قال الأول في مداخلته إن الكاتب يسلط الضوء على وجود الكثير من الخرافات التي يعتبرها الكثيرون مسلمات، كخرافة أن مستقبل أي أمة حتمًا يجب أن يكون أفضل من ماضيها.

وأضاف أن مقصد الكاتب من فكرة التقدم ليس التقدم الجزئي في أشياء بعينها، ولكن التقدم الشامل الذي يضم جميع الجوانب، ومن ضمن النتائج السلبية للمفهوم الخاطئ للتقدم هو خلق بعض الظواهر والمسميات مثل ظاهرة عقدة الخواجة.

وقال سكر إن الكاتب رفض تقسيم الرفاهية الإنسانية إلى أجزاء، مثل رفاهية اقتصادية ورفاهية ثقافية ورفاهية سياسية وهكذا، لأن الإنسان – من وجهة نظر الكاتب – كائن لا يمكن تجزئته حتى على مستوى التحليل النفسي بغرض فهمه مثلًا.

من جانبه، قال أسامة نعيم في مداخلته أن الكاتب يوضح الفارق الجوهري بين حقوق الإنسان وحاجاته، فالحاجات واضحة، مثل المأكل والملبس والمأوى وكل ضروريات الحياة، أما الحقوق فهي عبارة عن اعتراف جماعة معينة من الناس، سواء كانت أمة أو قبيلة أو حتى أسرة، بوجوب تلبية رغبة أو حاجة معينة.

وأضاف نعيم أن الكاتب في النهاية وضح الفرق بين مفهومي الإصلاح والتحديث، ورفض فكرة أنهما مترادفين، ونسب هذه الفكرة إلى الاعتقاد الراسخ بأن التاريخ الإنساني في تقدم مستمر، وأن الأحداث دائمًا ما تسير نحو الأفضل.

وخلال النقاش، تحدث الحضور عن عدة أمور منها اختلاف معايير التقدم أو التخلف من زمن إلى زمن، والفرق بين تعريف الحق والحاجة، وأن الحق بحاجة إلى نضال ويمكن انتزاعه بعد فترة من النضال، وأهمية ربط هاذين المفهومين من أجل تامين حاجات الانسان.

وتحدث الحضور كذلك عن العولمة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتسائل الحضور عن فوائدها ومساوئها ومدى تأثيرها علينا وتأثيرنا عليها، وناقشوا دور مؤسسات الدفاع عن المرأة في تنمية المجتمع ككل، وعقدة الخواجة، ودور الكوادر العربية في التنمية، وعن الرؤى المقترحة لتغير عادات القراءة عند المجتمع العربي.